المرأة فی الکتاب و السنة

پدیدآورسیدخلیل باستان

نشریهآفاق الحضارة الاسلامیة

شماره نشریه9

تاریخ انتشار1390/02/21

منبع مقاله

share 1667 بازدید
المرأة فی الکتاب و السنة

سید خلیل باستان

القسم الأول: المرأة والکتاب العزیز

معنی المرأة:

للمرأة استعمالان مختلفان حسب ما جاءت به الآیات الکریمة التالیة:
1 ـ المعنی الأصلی: وهو ضد الرجل، لقد أطلق القرآن الکریم هذا المعنی علی الاُنثی من البشر فی مواطن مختلفة، منها:
ألف: قوله تعالی: «إنّی وجدتُ امرأة تملکهم » (النمل / 23)، وسنشیر إلی حکومتها فیما بعد.
باء: قوله تعالی: «ووجد من دونهم امرأتین » (القصص / 23)، وفاعلُ فعل ووجد هو موسی (ع) وذلک لمّا فرّ من فرعونَ وجاء إلی مدینَ رأی امرأتین واقفتین بجانب الرعاة من الرجال، فالمعنی المراد من امرأتین هنا هو ضد الرجل.
جیم: قوله تعالی: «وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها » (الأحزاب / 50)، فالملاحظ فی هذه الآیات ان معنی المرأة جاءت ضد الرجل، والمراد بها هنا الجنس المؤنث من الناس.
2 ـ المعنی الثانوی: وهو بمعنی الزوجة سواء کانت صالحة أو غیر صالحة، والآیات فی ذلک کثیرة، نشیر إلی بعضها فیما یلی:
ألف: قوله تعالی: «وان امرأة خافت من بعلها نشوزاً » (النساء / 128)، فالمعنی هنا بالنظر إلی قرینة البعل ما هی إلاّ الزوجة.
باء: قوله تعالی: «إذ قالت امرأة عمران » (آل عمران / 30)، والتی تذکره الأخبار المفسرة لها انّ اسمها کان (حَنَّةُ) وهی أُمّ مریم علیها السلام وجدّة عیسی النبیّ (سلام الله علیه)، وهی المرأة الصالحة وزوجة عمران الذین اصطفاهم اللّه‏ واختارهم لرسالته، وکذلک تری هذا المعنی فی الآیة الشریفة التالیة «قالت امرأة فرعون » (القصص / 9) تلک المرأة الصالحة التی ذکرت التفاسیر اسمها آسیة بنت مزاحم التی أخبر عنها الرسول (ص) بأنها من أهل الجنة.
جیم: هذا وأما بالنسبة إلی المرأة غیر الصالحة، قال عزّ وجلّ: «وضرب الله مثلاً للّذین کفروا امرأة نوح وامرأة لوط » (التحریم / 10)، فکلتا المرأتان زوجتان غیر صالحتین.

المساواة

هذا هو شعار عصرنا الحاضر، وهذا ما ترید أوروبا أن تحققه لأجل مقاصدها الخبیثة، وظاهر هذه العبارة تُغری النساء أکثر، لذلک انزلقن من أجلها فی متاهات الضلالة، وخُضن غمار الحیاة بکل صعوبة وشدة، لأنها مالت عن طبیعتها التی أودعها الله فیها، فلابدّ للناس جمیعاً أن یتمسکوا بأحکام السماء فی یوم ما، قبل حلول القیامة العظمی، کی تنزل الرحمة الإلهیّة علی رؤوسهم من کل جانب بإذن الله تعالی.
وما قمنا به من دراسة لهذا الجانب ماهو إلاّ ما استوحیناه من الآیات القرآنیة فی جانبی الایجاب والسلب، ولکلّ جانب فروع منها ماهو خاص بالقضایا الاجتماعیة أو السیاسیة أو العقائدیة نذکرها کالآتی:

المساواة فی الجانب الإیجابی:

1 ـ فی الخلق: قال تعالی: «ومن آیاته ان خلق لکم من أنفسکم أزواجاً »(الروم / 20)، وقال أیضاً: «وخلق منها زوجها وبثّ منها رجالاً کثیراً ونساء »(النساء / 1)، وکذلک یقول: «وانّه خلق الزوجین الذکر والاُنثی » (النجم / 45)، تعتنی هذه الآیات بالخلقة البشریة وترشد الناس إلی انّ الرجل والمرأة مخلقوان من نفس واحدة فلا فرق ولا اختلاف بینهما فالمساواة فی الخلقة قائمة علی أصولها بین الإثنین.
2 ـ فی اکتساب الرزق: قال تعالی: «للرجال نصیبٌ ممّا اکتسبوا وللنساء نصیبٌ ممّا اکتسبن » (النساء / 32)، فالرجال والنساء أحرار فی اکتساب الرزق الحلال من دون أی اختلاف بینهما.
3 ـ فی الولایة: قال تعالی: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولیاء بعض »(التوبة / 71)، فالولایة العظمی للّه‏ تعالی حیث یقول: «هنالک الولایة للّه‏ الحقّ » (الکهف / 44)، ثم تأتی بعد ذلک للرسول (ص) حیث یقول عزّ وجلّ: «النبیّ أولی بالمؤمنین من أنفسهم » (الأحزاب / 6)، ثم تأتی المرحلة الأخیرة ولایة المؤمنین والمؤمنات بعضهم لبعض کما جاءت الآیة الاُولی.
4 ـ فی غضّ البصر وحفظ الفرج: قال تعالی: «قل للمؤمنین یغضوا من أبصارهم ویحفظوا فروجهم » (النور / 30)، وقال أیضاً: «قل للمؤمنات یغضضن من أبصارهن ویحفظن فروجهن ولا یُبدین زینتهن » (النور / 31)، فمن أجل بقاء المجتمع الإسلامی سالماً، ومن أجل محور الفساد والإنحراف، ومن أجل القضاء علی سرطان الأمراض الاجتماعیة المسریة، لابدّ أن نتمسّک بقوانین السماء التی تسعد الإنسان فی الدنیا وخاصة غضّ البصر وحفظ الفروج، لأنّهما من أقوی سلاح إبلیس، ومن أقوی أسلحة الدمار لأداء الدین، فعلی هذا جاءت التعالیم القیّمة للدین الحنیف مساویة بین الرجل والمرأة فی هذا المجال.
5 ـ فی التوبة: قال تعالی: «ویتوب اللّه‏ علی المؤمنین والمؤمنات » (الأحزاب / 73)، وقال أیضاً: «واستغفر لذنبک وللمؤمنین والمؤمنات » (محمّد / 19)، أمر اللّه‏ سبحانه بالتوبة لأنّ النفس البشریة معرّضة للأخطاء وارتکاب الذنوب والجرائم، والإنسان فی هذه الحالة یقع وسطاً بین النفس الأمّارة بالسوء من الداخل وبین الشیطان الرجیم الذی طلب الانتظار من الرحمن من الخارج فمن أجل النجاة فتح اللّه‏ باب التوبة رحمة ورفقاً بالبشر، «والانّما التوبة علی اللّه‏ للّذین یعملون السوء بجهالةٍ ثمّ یتوبون من قریب »(النساء / 17) وباب التوبة مفتوح للطرفین رجالاً ونساءاً بدون استثناء.
6 ـ فی الثواب: قال اللّه‏ تعالی: «وعد الله المؤمنین والمؤمنات جنّات » (التوبة / 72)، إنما یوفّی حسابهم یوم الجزاء أصحاب الأعمال الصالحة، والذی یقول عنهم ربّ العزّة: «إنّی لا اُضیعُ عمل عاملٍ منکم من ذکرٍ أو اُنثی » (آل عمران / 190)، وما هو جزائهم إلاّ جنات تجری من تحتها الأنهار من دون فرق بین الرجال والنساء، فطوبی لهم وحسن مآب.
7 ـ فی الایذاء: قال تعالی: «والّذین یؤذون المؤمنین والمؤمنات بغیر ما اکتسبوا »(البروج / 10)، من أجل نشر الإسلام فی ربوع الأرض، والحفاظ علی القرآن، ومقاومة الکفر والطغیان، لابدّ أن یُضحّی المؤمنون والمؤمنات بکل غال ورخیص، وتحمّل المشقة والأذی حتی یکتسبوا الجنات العالیة والسعادة الأبدیة.
8 ـ قیمةُ المرء: إن کان للإنسان قیمة واعتبار فإنها ناشئة من إیمانه باللّه‏ سبحانه، وان سُلب من الإنسان إیمانه فلا قیمة له، حیث یقول الباری عزّ وجلّ: «وقاتلوا المشرکین کافة » (التوبة / 36)، ولکن من تعمد الخطأ فی قتل المؤمن کأنّما قتل الناس جمیعاً، هذا ومن أجل التعرّف علی قیمة أهل الإیمان من الرجال والنساء فلننظر إلی هذه الآیة الشریفة التی تقول: «ولعبدٌ مؤمنٌ خیرٌ من... ولأمّةٌ مؤمنةٌ خیرٌ... » (البقرة / 221)، إذن فلا فرق بین الرجل والمرأة من حیث القیمة إن کانا من أهل الإیمان.

المساواة فی الجانب السلبیّ:

فالسامع لهذه الآیات سیقف علی قضایا اجتماعیة ترتبط بسلامة المجتمع التوحیدی من عدم السخریة من الآخرین ومن عدم الاختیار فیما یقضیه الله من الأحکام وأخیراً توبیخ المؤمنین والمؤمنات من أن یقفوا مکتوفی الأیدی أمام الآخرین من أهل الإیمان عندما یسمعون الکذب وإلیک النصوص القرآنیة فی هذا المجال:
1 ـ السخریة: قال تعالی: «لا یسخر قوم من قوم عسی أن یکونوا خیراً منهم ولا نساء من نساء عسی أن یکنّ خیراً منهنّ » (الحجرات / 11).
2 ـ عدم الاختیار: قال تعالی: «وما کان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضی الله ورسوله أمراً أن یکون لهمُ الخیرة » (الأحزاب / 36).
3 ـ التوبیخ: قال تعالی: «لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خیراً »(النور / 12)، والمعنی لولا إذ سمعتم الإفک ظننتم بمن رمی به خیراً فإنکم جمیعاً مؤمنون بعضکم من بعض، والمرمیّ به من أنفسکم وعلی المؤمن أن یظن بالمؤمن خیراً ولا یصفه بما لا علم له به.(1)

من واجبات المرأة

للمرأة مسؤولیات کثیرة صرّح بها القرآن المجید علی أصعدة مختلفة منها السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والتربویة و... ونشیر هنا إلی رکنین أساسیین فی حقل السیاسة:
1 ـ البیعة العبادیة السیاسیة : العبادة فی منطق القرآن الکریم هی خالصة للّه‏ عزّ وجلّ دون الشرک به کما عبّر اللّه‏ عن هذا المعنی فی مواطن کثیرة من القرآن العزیز، منها قوله تعالی: «قُل اُمرتُ أن أعبد اللّه‏ ولا أشرک به » (الرعد / 36)، وأما الجانب السیاسی الملازم للعبادة عبّر اللّه‏ تعالی عنها فی القرآن العزیز فی حدیث أصحاب الکهف قائلاً: «انّهم فتیةٌ آمنوا بربّهم وزدناهم هدیً وربطنا علی قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض لن ندعو من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططاً » (الکهف / 13 ـ 14)، فالعبودیة والسیاسة تتجّلی بوضوح فی هذه الآیة الشریفة حیث القیام والثورة ضد الطاغوت ومحاربة أفکارهم وعقائدهم الشیطانیة الفاسدة المشرکة، ومن ثم نشر التوحید فی ربوع الأرض، إذن البیعة من إحدی واجبات (المؤمنین والمؤمنات) کما حکاها اللّه‏ تعالی فی هذه الآیة: «یا أیّها النّبی إذا جاءَک المؤمناتُ یُبایعنک علی أن لا یُشرکن باللّه‏ »(الممتحنة / 12)، فعدم الشرک هو الاقرار بالتوحید (بیعة العبودیة) وثم القیام بنشر هذه العقیدة بین الناس (بیعة سیاسیة) فهما من الأصول العبادیة السیاسیة فی الإسلام.
2 ـ الهجرة: من إحدی صفات المؤمنین والمؤمنات الأوائل من المتقدمین والمتأخرین، هی الهجرة فی سبیل الله من الکفر إلی مواطن العزّ والشرف وبذل الغالی والرخیص فی سبیل التوحید، والهجرة من السُنن الإلهیة والأصول العامة التی فرضها الله علی عباده وجعلها جاریة بین أولیائه الّذین لا خوف علیهم ولا هم یحزنون، حیث یعبّر القرآن الکریم عن هذه السنّة الحسنة للنساء المؤمنات قائلاً: «یا أیها الّذین آمنوا إذا جاءکم المؤمنات مُهاجرات » (الممتحنة / 10)، إذن فالبیعة والهجرة من السُنن الواجبة السیاسیة والعبادیة للمرأة المؤمنة.

وصایا خاصة

بعدما وقفنا علی واجبات المرأة والأصول العامة لها من خلال القرآن الکریم، علینا الآن أن نستمع إلی ما وصّی به اللّه‏ عباده اتجاه النساء، وهی أمور نذکر منها:
1 ـ عدم الإجبار والإکراه: جسمیاً المرأة أضعف من الرجل، ولا شکّ لأحد فی ذلک، وهناک قاعدة تقول القوی یأکل الضعیف، ولا یُستثنی من ذلک أحد، فبناء علی هذا سنَّ الدین القویم بعض القوانین للحدّ من تعدّی المتجاوزین علی حقوق المرأة، فمن ذلک ما جاء فی الآیة الشریفة التالیة: «لا یحلّ لکم أن ترثوا النساء کُرهاً » (النساء / 19)، إذن الآیة تنفی القوة والاجبار والاکراه فلم یبق طریق سوی التراضی.
2 ـ عدم نکاح نساء الآباء: من السنن الماضیة والساریة فی الجاهلیة نکاح نساء الأب من بعد وفاته، ولقد حرّم القرآن ذلک ومنع منه حیث یقول الباری تعالی: «ولا تنکحوا ما نکح آباؤکم من النساء » (النساء / 22).
3 ـ العدالة: هی من الأسس القویمة أرست الدنیا علیها من سماء وأرض وجبال وسهول وإنسان ونبات وحیوان و... فما تری من شیء إلاّ والعدالة من أبرز الصفات ومن أهم الخصائص فیه، ولقد أوصی اللّه‏ سبحانه الرجال باتخاذ العدالة جلاًّ وسطاً بین الزوجات قائلاً: «فإن خفتم أ لاّ تعدلوا فواحدة » (النساء / 3)، وکذلک یأمر اللّه‏ عباده القیام بالعدل حیث یقول: «اعدلوا هو أقرب للتقوی » (المائدة / 8).
4 ـ انقاذ النساء: المتتبع للتاریخ والناظر فی القرآن الکریم یری أن النساء أکثر عرضة لهجمات الأعداء والظالمین من أمثال فرعون وهامان ونمرود والطواغیت الذین یعبّر اللّه‏ تعالی عنهم (قال فرعون) سنقتل أبناءکم ونستحیی نساءکم، فهذه من سنن الفراعنة والطواغیت فی التاریخ من قتل الذکور والرجال وإبقاء النساء أحیاء تُتخذ وصائف وأمات، ولقد أشار اللّه‏ سبحانه إلی هذا المعنی فی مواطن کثیرة فی کتابه العزیز، إذن فلیس المسؤول أمام هذا الظلم سوی المؤمنین أصحاب الرسالة حیث یخاطبهم اللّه‏ قائلاً: «ومالکم لا تقاتلون فی سبیل اللّه‏ والمستضعفین من الرجال والنساء والولدان »(النساء / 98).

حکومة المرأة

ذکر القرآن الکریم الجانب السیاسی لحکومة بلقیس المعاصرة للنبیّ سلیمان (ع)، ووصف تلک الحکومة بأوصاف ثلاثة:
الاُولی: إنّ النظام الحکومی القائم عندها ملکیّ.
الثانیة: إنّ لهذه الحکومة القدرة والعظمة المادیة.
الثالثة: إنّ الملکة تمتاز بالعقل وتستشیر فی الأمور أصحاب الوزارة.
وإنّما جاءت هذه التفاصیل عن لسان الهدهد الذی أخبر سلیمان (ع) فی قوله تعالی: «إنّی وجدتُ امرأة تملکهم واُوتیت من کل شیء ولها عرش عظیم » (النمل/ 23)،هذه الآیة تشیر إلی الصفتین الاُولی والثانیة، وأما بالنسبة إلی الصفة الثالثة، حیث یقول عزّ وجلّ: «قالت یا أیّها الملؤُا أَفْتُونِی فی أَمْرِی مَا کُنْتُ قَاطِعَةً أمراً حتی تشهَدُونِ، قالوا نحن أُولُوْا قُوّةٍ وَأُولُوْا بأسٍ شدیدٍ والأمرُ الیکِ فانْظُرِی مَاذَا تَأْمُرِیْنَ » (النمل / 33)، فإنّها لم تغتر بکلام الوزراء والأعوان بأنهم أصحاب قوة وبأس شدید، بل عدلت إلی الحکمة والتعقل کما تشیر الآیات القرآنیة الأخری إلی ذلک.
ولا یخفی علینا إنّ هذه الحکومة (حکومة بلقیس) کانت قائمة علی الأصول المادیة البعیدة عن ربّ العالمین حیث یصفهم قائلاً: «وجدتُها وقومَهَا یسجدونَ للشمسِ من دونِ اللّه‏ِ وزیَّنَ لهم الشیطانُ أعمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السبیلِ فَهُمْ لا یَهْتَدُونَ » (النمل / 24)، وإنّ اللّه‏ سبحانه وتعالی یرید أن یُخبرنا انّ الإنسان مهما تمکّن فی الجانب المادی فلا یُغنیه ذلک مادام بعیداً عن ساحة عبودیة ربّ العالمین، وإنّ هذه القدرة والعظمة یجب أن تستخدم فی سبیل اللّه‏، فإذن النبیّ سلیمان (ع) یواجه قدرة سیاسیة عظمی ولکنها ترتکز علی المادیات، وانّه (ع) یعتمد علی القدرة الأزلیة الّتی سخرت له الجنّ والإنس، وکانت العاقبة الانتصار والفوز لأهل الدین علی أصحاب المادة.
المهم أن نُشیر هنا إلی هذه النقطة: إنّ اللّه‏ سبحانه وتعالی لن ینفی القدرة السلطویة للمرأة، وإنّما لم یُعر لها أهمیة لأنّها کانت فی رکاب الشیطان وانقطعت عن السماء.

المرأة المثالیّة فی القرآن الکریم

لقد ذکر القرآن الکریم أسماء نساء مثالیات یُقتدی بهنّ فی مجالات مختلفة وخاصة فی الوعی العبادی الذی یمثل أنْصَعَ آیات التوحید والتسلیم لربّ العالمین، وذلک حسبما جاء علی لسان:
1 ـ امرأة عمران: التی لم تشر الآیات القرآنیة إلی اسمها (حنّة): «قالت امرأة عمران ربِّ إنی نذرت لک ما فی بطنی محرراً... فلما وضعتها قالت: ربِّ إنّی وضعتها اُنثی واللّه‏ أعلمُ بما وضعتْ ولیس الذکرُ کالاُنثی وإنّی سمّیتها مریم وإنّی اُعیذها بک وذریتها من الشیطان الرجیم »(آل عمران / 35 ـ 36)، (إنّ امرأة عمران وهی شخصیة نسویّة قدّر لها أن تساهم بنحو أو بآخر فی ممارسة الوظیفة العبادیة علی الأرض، قد نذرت للسماء أن تُمحّض ولیدها لممارسة الخدمة للمسجد، یفصح عن وعیها العبادی الحادّ، وتقدیرها لمسؤولیة هذا العمل، وادراکها لمهمة الکائن الإنسانی علی الأرض) (1). هذا وإنّ اللّه‏ سبحانه وتعالی تقبّل منها ما نذرته قائلاً: «فتقبّلها ربّها بقبول حسن » ، فما أروع هذه الاستجابة من القبول الحسن والذبّ عنها من الشیطان الرجیم، فلما کانت النفوس زاکیة طاهرة استجاب اللّه‏ لها الدعوات، ولیس هذا هو الهدف العالی هنا بل یتعالی شأن الإنسان إلی أعلی المستویات ألا وهو الاصطفاء والاختیار من قبل الربّ الأعلی الذی یقول فی شأن آل عمران: «إنّ اللّه‏ اصطفی آدم ونوح وآل إبراهیم وآل عمران علی العالمین » (آل عمران / 33)، فما أعظمها من درجةٍ فلتحیا ذکری الأنبیاء وخاصة امرأة عمران علی مرّ العصور والأزمان.
2 ـ مریم (ع) : إنّها النموذج الصادق فی العبودیة والرّقّ والتسلیم لربّ العالمین، إنّها نشاط وحرکة وقیام لأجل التوحید، إنّها اتّخذت مکاناً شرقیّاً تمارس فیه العبودیة للّه‏ تعالی، وإنّما یتولی تربیتها الأنبیاء العظام ویفتخرون بهذه التولیة، إنّهم یتسابقون إلی تکفّلها: «أیّهم یکفل مریم وما کنت لدیهم إذ یختصمون » (آل عمران / 44)، وأخیراً أصابة القرعة زکریا (ع)، وکلّما دخل علیها المحراب وجد عندها رزقاً قال أنّی لک هذا قالت هو من عند اللّه‏، ما هذه الکرامة والشرف لسیدة نساء أهل زمانها!
ما هذه الولایة النبویة لخدمتها!
ما هذه العنایة السماویة لها!
وهناک تعجبات مثیرة أخری، وما مصدرها إلاّ القنوت للّه‏ عزّ وجلّ والعبودیة له، إنّها الأمة بمعنی الکلمة، فلما وصلت إلی هذه المرحلة اختارها اللّه‏ کما یختار الأنبیاء والمرسلین حیث یقول تعالی: «إذ قالت الملائکةُ یا مریمُ إنَّ اللّه‏َ اصطفاکِ وطهّرکِ واصطفاکِ علی نساء العالمین » (آل عمران / 42)، إنّها أکبر وسام منحها اللّه‏ فی العفاف واختارها وجعلها قدوة ومثالاً للنساء، وکفاها فخراً وعلوَّ شأنٍ إنّها تکلّمت مع سکّان السماء وخاصة جبرائیل (ع)، وأخیراً أصبحت أُمّاً لأکبر نبیّ من الأنبیاء عیسی (ع) والذی جاء حدیثه مفصلاً فی القرآن الکریم، إذن فما علینا إلاّ أن نسلک مسلکها ونخوض فی غمار عبودیتها حتی نفوز بالرضوان.
3 ـ أُمّ موسی (ع) : ومن النساء المؤمنات التی توجهت إلیها عین السماء أُمّ موسی سلام اللّه‏ علیها، وکفاها عزاً أنّها خدمة أحد أنبیاء اُولی العزم علیهم السلام، وبلغ بها المجد والعظمة إلی درجة أوحی اللّه‏ سبحانه ملهماً لها حینما تحیّرت واضطربت علی ولیدها حیثث یقول الباری تعالی: «وأوحینا إلی اُمِّ موسی أنْ ارضعیهِ فإذا خُفْتِ علیهِ فالقیهِ فی الیمِّ »(القصص ـ 7)، إنّه إیمان عظیم باللّه‏، إنّه التسلیم المحض للّه‏ تعالی، فأیّة امرأة فی العالم تُلقی برضعیها فی البحر، ولم تعلم عن مصیره شیئاً سوی أنْ ربطنا علی قلبها، إنّها من أکبر مظاهر الإیمان، إنّها من أکبر مظاهر التسلیم لربّ العالمین، إنّها امتثال الأمر للباری تعالی بلا تعلل واستثقال، إنّها لمن مظاهر العظمة للیقین والتوکل علی اللّه‏، فما أعظمها من قدوةٍ لنساء الیوم.
4 ـ سارة : ومن المؤمنات الکریمات سارة زوجة النبیّ إبراهیم (ع)، (ولا شکّ أنّ سارة (ع) عند المسلمین من خیرة النساء، وهی ملحقة بدرجة المعصومین ولها عند النبیّ المختار (ع) وأهل بیتته الکرام علیهم السلام المرتبة السامیة، فهی عندهم کحوّاء أُم البشر ومریم بنت عمران وأشباههن علیهنّ السلام، فهی من سیدات النساء لعصرها) (1). ویقول الباری فی شأنها: «وامرأته قائمة فضحکت فبشّرناها بإسحق » (هود / 71).
5 ـ آسیة بنت مزاحم : ومن المؤمنات التی یفختر القرآن العزیز بهنّ امرأة فرعون آسیة بنت مزاحم، حیث یقول اللّه‏ تعالی فی شأنها: «وضرب اللّه‏ُ مثلاً للّذین آمنوا امرأة فرعون » (التحریم / 11)، فلها الدور الکبیر فی انقاذ موسی الرضیع (ع) من الطاغیة فرعون بقولها: «قُرَّتُ عین لی ولکَ لا تقتلوه » (القصص / 9)، ولما استسلم السحرة لموسی (ع) وآمنت بربّه سبحانه الذی یقول فیهم: «وألقی السحرة ساجدین » (الأعراف / 120)، وثم آمن الشعب الإسرائیلی لموسی (ع) وتظاهر بالإیمان للّه‏ ربّ العالمین، أظهرت آسیة إیمانها المکتوم وأحبّت ربّها ونطقت بذکره وتسبیحه وتقدیسه، هناک اطّلع فرعون علی ما کانت تکنّه فی ضمیرها وعرف حاله فطلب منها الرجوع والنهی عمّا تمسکت به، فکان الردُّ منها علیه عنیفاً، فأخذ فی تعذیبها حتی الشهادة، فانظر إلی إیمانها القویّ تخاطب به ربّ السماء والأرض قائلة: «ربّ ابنِ لی عندک بیتاً فی الجنّة ونجّنی من فرعون وعمله ونجّنی من القوم الظالمین » (التحریم / 11). إنّه لحبّ شدید فی اللّه‏ إنّه حبٌّ خالص نابع من الإیمان، وکفاها فخراً أنّها تُعدُّ من إحدی أفضل نساء الجنة کما صرّح به الرسول العظیم (ص) قائلاً: (أفضل نساء الجنة أربع خدیجة بنت خویلد، وفاطمة بنت محمد (ص)، ومریم بنت عمران، وآسیة بنت مزاحم امرأة فرعون) (1).

القدوة السیئة (2)

کما تکون القدوة للصالحات کما أشرنا معتمدین فی البیان علی القرآن العظیم، کذلک تکون القدوة للفاسدات، والآن ننظر لبعض النساء اللائی جرین فی سوح الکفر والطغیان وتمادین فی الغیّ والضلالة، وتسکعن فی الباطل، وسکرن فی الأوهام ومضین فی الفساد.
1 ـ امرأتا نوح ولوط : فإنّهما من أصحاب الکفر والضلالة کما عبّر عنهما القرآن الکریم حیث یقول: «ضرب اللّه‏ مثلاً للّذین کفروا امرأة نوح وامرأة لوط کانتا تحت عبدین من عبادنا صالحین » (التحریم / 10)، فیا لها من مصیبة عظمی عندما یُبتلی الإنسان المؤمن بهکذا زوجة، وإن کان ربّک لبالمرصاد حیث انتقم منها حیث تخبرنا الآیة التالیة شأن امرأة لوط: «فأنجیناه وأهله إلاّ امرأته » (الأعراف / 83)، وکذلک أشار إلیها فی موضعین آخرین من القرآن الکریم (الحِجر: 60 والعنکبوت: 33).
وزوجة لوط کانت من أهل قریته، وکانت علی دین قومها وطریقتهم لم تؤمن بلوطٍ ولا بدینه ولم تتبعه فی عمل، بل هی تابعة لقومها وعلی ملتهم ومحبة لعملهم وعدوة للوط ولکلّ من یتعلق به ویُحبه، فهی کافرة به وبدینه وکانت توشی علیه وتدلهم علی أضیافه، وقیل کانت جاعلة بینها وبین قومها علامة للدلالة علی ضیفه، وهو أنّها کانت إذا جاء ضیف أو ضیوف لیلاً تشعل النار فوق السطح، وفی النهار تدخن فوق السطح.
2 ـ امرأة أبی لهب : التی عاصرت الرسول الأکرم (ص) والتی نزل فی حقها وزوجها: «تبّت یدا أبی لهب وتبّ ما أغنی عنه ماله وما کسب سیصلی ناراً ذات لهب وامرأته حمّالة الحطب » . فتعساً لها وله، وسحقاً لهما ولأتباعهما.
3 ـ امرأة العزیز (زلیخا) : نذکرها هنا لما صدر منها فی بدایة أمرها وإن کان عاقبة أمرها خیراً، إنّها کانت فی نعمة تامة وعزّة وشرف وتملک جمالاً رائعاً، وتتمتع بجاه عظیم لدی المجتمع، وقصتها مشهورة ذکرها القرآن الکریم بما لیس فیه غبار وشکّ، وکیف تغلَّبت علیها الشهوة وصنعت ما صنعت واتّهمت یوسف (ع) ثمّ أمرت بسجنه وهو بریء وأخیراً شملتها العنایة الربانیة فاعترفت بالحقیقة قائلة أنا راودته عن نفسه وانّه لصادق وطاهر...
فعلینا أن نعتبر بهذه القصص ونهذّب أنفسنا من قبل أن یحلّ بنا «یوم لا یغنی مولیً عن مولیً شیئا».

القرآن وحقوق المرأة

قرر الإسلام حقوقاً للمرأة، منها:

1 ـ الصحة : هی من أهم عناصر بقاء البشر ولولاها لکانت الأبادة للبشر وتفشی المرض والکسل بین الناس وخیّم الفتور والحرمان علی رؤوس الأنام، فالواجب علی الجمیع رعایة الصحة والنظافة من أجل الحیاة، وجعل اللّه‏ سبحانه حقاً خاصاً للمرأة فی هذا الجانب ألا وهو اعتزال الرجال عن النساء أیام الحیض ویشیر اللّه‏ تعالی فی کلامه: «ویسألونک عن المحیض قل هو أذیً فاعتزلوا النساء فی المحیض » (البقرة / 222).
2 ـ الارث : لقد خصص اللّه‏ سبحانه سهماً من الارث للرجال وجعل سهماً آخر للنساء، فالقرآن الکریم لم یهمل حق الارث للمرأة بل أقرّ لها نصیباً مفروضاً فی کتابه العزیز قائلاً: «وللنساء نصیب ممّا ترک الوالدان والأقربون » (النساء / 7)، وهناک آیات أخری وأحکام فقهیة مفصلة فی هذا المجال فمن أراد فلیراجع مظانها.
3 ـ الحقوق الاجتماعیة : وهی کثیرة نشیر هنا إلی بعضها:
الأول: حقها فی المهر، لقد أقرّ القرآن بذلک قائلاً: «وآتوا النساء صدقاتهن نِحلَةً »(النساء / 4)، فلا یحلّ للرجل التغافل عنه، وهو دَیْنٌ فی بعض الأحیان مؤجلاً علی عاتق الرجال.
الثانی: الزواج: إعلم إنّ السُنة الکونیة التی أوجدها اللّه‏ تعالی فی الدارین (الزواج) أو أوجد الزوجیة بین الأشیاء من اُنثی وذکر، ورجل وامرأة و... وإلی هذا المعنی أشار القرآن الکریم یقول: «سبحان الّذی خلق الأزواج کلّها » (یس / 36)، فالعموم فی الزوجیة شامل لجمیع الموجودات بلا استثناء، ویقول سبحانه فی موطن آخر: «ومن کلّ شیء خلقنا زوجین لعلّکم تذکّرون » (الذاریات / 149)، ولیس الهدف من وراء ذلک إلاّ التعبّد والتسبیح: «وان من شیء إلاّ یُسبّح بحمده » (الإسراء / 44)، فإنّک تشاهد قانون الزوجیة سارٍ فی النباتات أیضاً حیث یقول الباری: «وانبت من کلّ زوج بهیج »(الحج / 5)، حیث جعل البهجة والنظارة والجمال فیها، ویقول عزّ وجلّ أیضاً: «فیها مِنْ کُلّ فاکهة زوجان » (الرحمن / 52)، وأمّا بالنسبة إلی الحیوان فالقاعدة جاریة أیضاً حیث یقول تعالی: «ومن الأنعام أزواجاً » (الشوری / 11)، وأما بالنسبة للإنسان الذی هو من أشرف المخلوقات وبه یُباهی اللّه‏ سبحانه وتعالی سکان سماواته قائلاً: «فتبارک اللّه‏ُ أحسن الخالقین » (المؤمنون / 14)، لقد أجری اللّه‏ تعالی قانون الزوجیة فیه حیث یقول مخاطباً آدم (ع): «وقلنا یا آدم اسکن أنت وزوجک الجنّة » (البقرة / 35)، ویشیر فی موضع آخر: «وانّه خلق الزوجین الذکر والاُنثی » (النجم / 45)، فلا مناص من الزوجیة فی البشر حیث یقول تعالی: «أو یزوّجهم ذکراناً واُناثاً ویجعل من یشاء عقیماً » (الشوری / 50)، ویعدّ اللّه‏ الزوجیة من آیاته الباهرة وذلک إنّ خلق الاُنثی من نفس الذکر ولیست من مادة أخری حیث یقول: «واللّه‏ جعل لکم من أنفسکم أزواجاً » (النحل / 72)، فلا غرابة ستبقی فی ذهن البشر وثم یشیر فی موطن آخر إلی الهدف منها بقوله: «ومن آیاته أنْ خلقَ لکُم من أنفسکم أزواجاً لتسکنوا إلیها »(الروم / 21)، إذن فما الهدف إلاّ السکن والهدوء والاطمئنان من وراء الزواج، وثم جعل الزواج من النساء المؤمنات ومن الرجال المؤمنین فقط، وذلک حسبما جاء فی سورة (البقرة / 221) قوله عزّ وجلّ: «ولا تنکحوا المشرکات حتی یؤمنّ وَلاَءَمَةٌ مؤمنةٌ خیرٌ من مشرکةٍ ولو أعجبتکم ولا تُنکحوا المشرکین حتّی یؤمنوا، ولعبدٌ مؤمنٌ خیرٌ من مشرکٍ ولو أعجبکم » ، أو قوله عزّ وجلّ: «فمن ما ملکت أیمانکم من فتیاتکم المؤمنات » (النساء / 25)، ومن ثم تری القرآن الکریم یحذّر من بعض الأزواج (رجالاً أو نساءاً) حیث یقول الباری تعالی: «وإن من أزواجکم وأولادکم عدوّ لکم فاحذروهم » (التغابن / 14).
وأخیراً یقول إنّ سنة الزواج تکون فی الآخرة أیضاً کما هی الحالة فی الدنیا وذلک کما یقول تعالی: «ولهم فیها أزواج مطهّرة وهم فیها خالدون » (البقرة / 25)، فکلا الطرفین من الأطهار، فلا فجور ولا فسوق ولا دنس ولا نجس بینهما، هذا وإنّهم خالدون ما بقی الدهر، منعّمون بجوار الربّ فهنیئاً لهم، وکذلک تری یشیر اللّه‏ سبحانه وتعالی إلی هذا المعنی فی موطن آخر حیث یقول: «وزوّجناهم بحورٍ عین » (الدخّان / 54).
الثالث: عدة الطلاق ، فهذا حقّها الآخر فی الجانب الاجتماعی یجب رعایته وذلک حسب ما یقول الباری فی کتابه: «إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة »(الطلاق / 1)، حتی یحافظ علی نسل البشر من الضیاع، وإلی جانب هذه الآیات، آیات أخری فلیراجع.
الرابع: أداة الشهادة، الشهادة من الأمور التی اعتنت السماء بها ومن یکتم الشهادة فهومن الظالمین کما یقول ربّ العالمین: «ومن أظلم ممّن کتم شهادة عنده من اللّه‏ » (البقرة / 140)، وکذلک یقول فی موطن آخر إنه من الآثمین إن لم یُدلی بالشهادة: «ولا تکتموا الشهادة ومن یکتمها فإنّه آثم قلبه »(البقرة / 283)، هذا فإنّ السماء کلَّفت الإنسان أن یُدلی بالشهادة للّه‏ فقط حسبما جاء فی النص القرآنی «وأقیموا الشهادة للّه‏ » (الطلاق / 2)، وإن کان هذا الحقّ للرجال بأن یکونوا شهداء فی المعاملات والقضاء و... وکذلک للمرأة هذا الحقّ مع تفاوت یسیر مع الرجال حیث یقول تعالی فی هذا الشأن: «فإن لم یکونا رجلین فرجلٌ وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء » (البقرة / 282)، فلم یحرمها اللّه‏ من هذا الحق الاجتماعی.
الخامس: العدالة، لقد أوصی اللّه‏ عباده بها وأمرهم بالقیام بأمرها وخاصة بین النساء اللآتی هن من أکبر مظاهر العاطفة وأکثر الناس حاجة إلیها، حیث أمر بقوله تعالی: «ولن تستطیعوا أن تعدلوا بین النساء ولو حرصتم » (النساء / 129).
السادس: عدم رمی النساء بالتُهم، من أجل أن لا یتشتت المجتمع البشری وأن لا تضلّ أفراد الأسرة المسلمة، منع القرآن الکریم التهمة ضد النساء قائلاً: «إن الذین یرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا » (النور / 23)، فاللعنة هنا تمنع الرمی.
السابع: الحجاب(1)، المعروف أنّ العیون خائنة، والأبصار مریضة والشهوة غالبة، والتهور منتشر، والإیمان عدیم، والتقوی هجیر و... فلم یبق سوی الشیطان وحزبه الکافر، لقد نشر جند بین الرجال والنساء فهو لهم بالمرصاد یعمل لیل نهار، للحطّ من الأقدار وجرّ الناس إلی النار... فمن أجل الحفاظ علی الأخلاق الحمیدة، وحفظ الأمانة الإلهیة ودفع الشر والطغیان، أوجب اللّه‏ تعالی الحجاب علی النساء قائلاً: «یا أیّها النبیّ قُل لأزواجک وبناتک ونساء المؤمنین یُدنین علیهنّ من جلابیبهنّ » (الأحزاب / 59)، بادیة بالنبیّ الأکرم (ص) وأزواجه وبناته ثم نساء المؤمنین بالالتزام بالحجاب ولبس الجلبات الذی یستر البدن جمیعاً ثم المنع من التبرّج کما کان أهل الجاهلیة یفعلون، وتارة أخری یعلل فلسفة الحجاب بقوله تعالی: «وإذا سألتموهنّ متاعاً فسئلوهنّ من وراء حجاب ذلکم أطهر لقلوبکم وقلوبهنّ » (الأحزاب / 53)، لأنّ النظرات سهام إبلیس یرمی بها القلوب والأفکار، ویذهب بالعقول والأفهام وحین ذاک یعدُّ الإنسان من البهائم والحیوانات.
الثامن: استجابة الدعاء، یعیش الإنسان فی محیط متلاطم بأمواج من الفتن والبلایا والمعاصی، فهو یشعر أحیاناً بعجزه أمام الحوادث فیسند ظهره أحیاناً إلی قوی عظیمة حتی تنقذه من ورطة، ولربّما أحیاناً یواجه الخذلان من النّاصر والأقارب فیری نفسه محاصرة بالمصائب، فلم یبق له طریق سوی اللجوء إلی قوة قاهرة عظیمة أزلیة یستعین بها علی أعدائه، ویطلب النجاة من الفتن، فما علیه إلاّ أن یرفع یدیه خالصة من دون شائبة نحو السماء حتی تنهمر علیه الرحمة الإلهیة العظمی، فالدعاء سلاح المؤمن، وله شرایط خاصة منها لو کانت مع العائلة فتکون إلی الاستجابة أقرب حیث صرّح العزیز فی کتابه الکریم قائلاً لنبیه محمد (ص): «فمن حاجّک فیه من بعد ما جاءک من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءکُم ونساءنا ونساءکُم وأنفسنا وأنفسکُم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة اللّه‏ علی الکاذبین »(آل عمران / 61)، وشأن نزول الآیة معروف منشور فی کتب التفاسیر وتشیر إلی أنّ المدعوین هم محمد (ص) وعلیّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن والحسین علیهما السلام أمام النصاری الذین تراجعوا عن المباهلة، وکانوا عارفین باستجابة دعاء هذه الثُلّة لو دعوا، فلذا استسلموا لأمر الرسول (ص)... إذن فلا ننسی لو أردنا الدعاء، علینا بأفراد الأسرة فهم أقرب للاجابة إن شاء اللّه‏.

السور التی جاءت فیها أحکام النساء

اعتنی القرآن المجید بالجانب النسوی کثیراً، فلذا نری الأحکام الخاصة بهنّ جاءت فی سورة کثیرة، منها: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأعراف، التوبة، هود، یوسف، إبراهیم، الحجر، النحل، مریم، النور، النمل، القصص، العنکبوت، الأحزاب، غافر، محمد، الفتح، الحجرات، الحدید، المجادلة، الممتحنة، الطلاق، التحریم، الذاریات، المسد.

القسم الثانی: المرأة والسنة الشریفة

المرأة وحدیث الرسول الأعظم (ص) :
لقد جاءت أحادیث کثیرة علی لسان صاحب الرسالة (ص) تشمل نواحی عدیدة لحیاة المرأة من الوصیة بها أحیاناً، والحذر منها تارة أخری، ومرة یوضح وظائفها و... هنا نشیر إلی بعض النواحی:

أولاً: وصایا الرسول (ص) للمرأة:

1 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): ارفقوا بالقواریر، فجعل النساء کالزجاج یحتاج إلی لطف ومداراة، وإلاّ سیکون الانکسار والدماروالفناء نصیبهنّ.
2 ـ قالرسول اللّه‏ (ص): أوصیکم بالنساء، فانهنّ عندکم عوان، یعنی أسیرات.(1)
3 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): استوصوا بالنساء خیراً فانهنّ عوارٍ عندکم.(2)

ثانیاً: التحذیر من النساء:

1 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): إیاکم وخضراء الدمن، قالوا وما خضراء الدمن یا رسول اللّه‏، قال: المرأة الحسناء فی المنبت السوء(3). فإیاکم من الجمال العاری من الأصول.
2 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): ما ترکت بعدی فتنة أضرّ علی الرجال من النساء.
3 ـ وقال أیضاً: أوثق سلاح إبلیس النساء، یعنی انهنّ أقوی سلاح للشیطان.
4 ـ وقال أیضاً: النساء حبائل الشیطان.
5 ـ وقال أیضاً: شاوروهن وخالفوهن.(4)
6 ـ وقال أیضاً: لن یفلح قوم أسندوا أمرهم إلی امرأة.(1)
7 ـ وقال کذلک (ص): ثلاثة مجالستهم تمیت القلب: الجلوس مع الأنذال والحدیث مع النساء، والجلوس مع الأغنیاء.
هذه الروایات وأمثالها ما هی إلاّ إرشادات وتحذیرات للرجال من شرک الشیطان والوقوع فی فخّه.

ثالثاً: من وضائف المرأة:

وظائفها کثیرة، منها الجهاد والتطیب والسعی و... فلننظر إلی هذه الأخبار والأحادیث:
1 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها.
2 ـ قال علی (ع): لتطیب المرأة لزوجها.(2)
3 ـ الرسول (ص) یقول: خیر النساء الهینة العفیفة المسلمة، تعین أهلها علی العیش ولا تعین العیش علی أهلها.(3)
فعلی المرأة المشارکة مع الرجل فی تأمین مصارف العیش حتی تسعد الأسرة.

المرأة عند الرسول (ص) والأئمة الأطهار (ع)

العنایة بالعنصر النسوی عند رسول اللّه‏ (ص) وأهل بیته الکرام (ع) بالغة الأهمیة، فهم فی هذا المجال سائرون علی منهج الکتاب العزیز کما نری ذلک واضحاً فی أحادیثهم، فعلی سبیل المثال یعدون البنات حسنات، وإن أکثر أصحاب الجنة النساء، وإنّها ریحانة، وعلی الرجل أن یقدّم لها مساعداته، وإنّ أفضل النساء الولود وأقلهنّ مهراً، ومن جانب آخر أحادیثهم تحذّر الاستشارة منهنّ والاتّقاء من شرارهنّ، وإن أکثر همّ النساء زینة الدنیا، هذا وإلی جانب هذه النصائح توجد إرشادات أخری فمن أراد فعلیه بکتب الأحادیث الشریفة، والآن نشیر إلی طائفة من هذه الأحادیث کما یلی:
1 ـ قال الصادق (ع): البناتُ حَسَناتٌ والبنونَ نِعَمٌ، فالحسناتُ تثابُ علیهنّ والنعمةُ تُسأل عنها.(1)
2 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): أحسنُ النساءِ برکةً أحسنهنَّ وجهاً وأرخصهنَّ مهراً.(2) لما أوصت الشریعة السماویة بالزواج وحببت ذلک للمسلمین والمؤمنین، جاءت وصایا رسول اللّه‏ (ص) فی هذا الجانب مشعلاً للطریق، فالمهر القلیل من السُنة لا المهر الکثیر الذی اُصیب به مجتمعنا الیوم حیث أعرضنا عن مهر السُنة وضربناه عرض الحائط، فیاللأسف الشدید.
3 ـ قال سلیمان بن داود (ع): المرأة العاقلة تعمّر بیت زوجها والمرأة السفیهة تهدّمه.(3)
4 ـ قال علیّ (ع): إیاک ومشاورة النساء، فإن رأیهنّ إلی أفن وعزمهنّ إلی وهن، واکفف علیهنّ من أبصارهنّ بحجابک إیاهنّ، فإنّ شدة الحجاب أبقی علیهنّ، ولیس خروجهنّ بأشدّ من ادخالک من لا یوثق به علیهنّ، وإن استطعت أ لاّ یعرفنّ غیرک فافعل، ولا تملک المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فإن المرأة ریحانة ولیست بقهرمانة، ولا تعدُ بکرامتها نفسها ولا تطمعها فی أن تشفع لغیرها.
5 ـ قال علیّ (ع): فاتقوا شرار النساء، وکونوا من خیارهنّ علی حذر، ولا تُطیعوهن فی المعروف حتی لا یطمعن فی المنکر.
6 ـ وقال (ع) أیضاً: وإنّ النساء همهنّ زینة الحیاة الدنیا والفساد فیها.(4)
7 ـ عن أبی عبداللّه‏ (ع) قال: أکثر أهل الجنة من المستضعفین النساء، علم اللّه‏ ضعفهنّ فرحمهنّ.
8 ـ وقال أیضاً: إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وحجت بیت ربّها وأطاعت زوجها وعرفت حقّ علیّ (ع)، فلتدخل من أیّ أبواب الجنان شاءت.
9 ـ عن علیّ (ع) قال: دخل علینا رسول اللّه‏ (ص) وفاطمة (ع) جالسةً عند قدرٍ وأنا اُنقی العدس، قال: یا أبا الحسن! قلت: لبیک یا رسول اللّه‏، قال: اسمع وما أقولُ إلاّ ما أمر ربّی، ما من رجُلٍ یُعین امرأته فی بیتها إلاّ کان له بکل شعرة بدنه عبادة سنة صیام نهارها وقیام لیلها... (إلی أن قال) یا علیّ من لم یأنف من خدمة العیال دخل الجنّة بغیر حساب، یا علیّ خدمة العیال کفارة للکبائر ویطفی غضب الربّ ومهور حول العین ویزید فی الحسنات والدرجات، یا علیّ لا یخدم العیال إلاّ صدّیق أو شهید أو رجل یرید اللّه‏ به خیر الدنیا والآخرة.
10 ـ جاء فی عیون أخبار الرضا (ع) (1) : اشترت حمیدة المصفاة (وهی اُمّ أبی الحسن موسی بن جعفر (ع) وکانت من أشراف العجم) جاریة مولّدة واسمها تُکتم،وکانت من أفضل النساء فی عقلها ودینها وإعظامها لمولاتها حمیدة المصفّاة حتی أنّها ما جلست بین یدیها منذ ملکتها اجلالاً لها، فقالت لابنها موسی (ع): یا بنیّ انّ تُکتم جاریة ما رأیتُ جاریةً قطُ أفضل منها، ولست أشکُ أن اللّه‏ تعالی سیُظهر نسلها إن کان لها نسلٌ وقد وهبتها لک، فاستوصِ خیراً بها.

الرسول (ص) وخدیجة الکبری

خدیجة الکبری ولدت قبل عام الفیل بخمس عشرة سنة، ولها من الحکمة والخلق الکریم ما لس لأحد من نساء عصرها، وهی ملکة الحجاز ثروة، وهی الأولی من المؤمنات برسول اللّه‏ (ص)، لقد ضحّت بمالها ونفسها فی سبیل الدین وکان رسول اللّه‏ (ص) یحترمها ویعتزّ بها کثیراً وقال عنها: کمل من الرجال کثیر ولم یکمل من النساء إلاّ أربع: آسیة بنت مزاحم، مریم بنت عمران، خدیجة بنت خویلد، وفاطمة بنت محمد (ص) (1)، وفی حدیث آخر یشیر رسول اللّه‏ (ص) إلی إیمانها العمیق قائلاً: آمنت بی خدیجة والناس کفّار، وصدّقتنی والناس یکذبونی، وساعدتنی فی بذل مالها والناس کانوا یمتنعون، ورزقنی اللّه‏ منها بنتاً لم یعطها للنساء الأُخریات.(2)
* * *

الرسول (ص) وفاطمة الزهراء (ع)

الحدیث عن فاطمة (ع) لیس بالهین وذلک لما جاء فی الخبر إنّما سمّیت فاطمة فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن کنه معرفتها، فما بال قلمی یجرأ الکتابة عنها، وما بال لسانی ینطق عن فضائلها، فهی المحدّثة لأُمها، إن تکلّم عیسی بعد الولاة فهی المحدثة لأُمها قبل الولادة. وکفاها فخراً نزل فی شأنها سورة الکوثر وآیات أخری، ونحن الآن نترک الحدیث لرسول اللّه‏ (ص) ونستمع إلیه فی بعض کلامه فی شأن الزهراء البتول (ع):
1 ـ فاطمة سیدة نساء العالمین من الأولین والآخرین، وإنّها لتقوم فی محرابها فیسلّم علیها سبعون ألف ملک من المقربین، وینادونها بما نادت الملائکة مریم فیقولون: یا فاطمة إنّ اللّه‏ اصطفاکِ وطهّرکِ واصطفاکِ علی نساء العالمین.(3)
2 ـ وقال (ص) أیضاً: یا أُمّ أیمن لِمَ تکذبین؟ فإنّ اللّه‏ تعالی لما زوّج فاطمة علیاً أمر أشجار الجنة أن تنثر علیهم من حلیها وحللها ویاقوتها وزمرّدها واستبرقها فأخذوا منها ما لا یعلمون.(4)
3 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): إنّ اللّه‏ خلق نور فاطمة قبل خلق السماوات والأرضین.(5)
4 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): سیدة نساء أهل الجنة مریم ثم فاطمة بنت محمد ثم خدیجة ثم آسیة امرأة فرعون.(1)
5 ـ قالت فاطمة، قال لی رسول اللّه‏: یا فاطمة من صلّی علیکِ غفر اللّه‏ له وألحقه بی حیث کنت من الجنة.(2)
6 ـ وجاء فی معنی فاطمة روایات کثیرة، منها إنما سُمیت فاطمة فاطمة لأنّها فطمت عن الشر، وفی روایة أخری: لأنّها فطمت عن الطمث، أو لأنّها فطمت محبیها عن النار، أو لأنّها فطمت عن الخلق، والظاهر انّ الروایات جمیعاً تشمل حالها.
7 ـ قال رسول اللّه‏ (ص): إذا کان یوم القیامة نادی منادٍ من بطنان العرش: یا معشر الخلائق غضوا أبصارکم حتی تجوز فاطمة بنت محمد (ص)، وفی أخری: یا أهل الجمع نکّسوا رؤوسکم وغضوا أبصارکم حتی تجوز فاطمة علی الصراط فهی ومعها سبعون ألف جاریة من الحور العین.(3)

فاطمة (ع) عن لسان الآخرین

فهی مشهورة ومعروفة لدی جمیع المسلمین من کبار وصغار، فلم یجرأ أحد أن ینکر فضلها وعلمها وتقواها... فالآن ننظر لبعض الکلام فی حقّها عن لسان الآخرین:
1 ـ قالت عائشة : ما رأیتُ قطُ أحداً أفضلُ من فاطمة غیر أبیها.(4)
2 ـ سُئلت عائشة عن أحب الناس إلی رسول اللّه‏ (ص)، فقالت: فاطمة.(5)
3 ـ روی ابن شهرآشوب عن الحسن البصری انّه قال: ما کان فی هذه الأمة أعبد من فاطمة، کانت تقوم حتی تورم قدماها.(6)
4 ـ ولننظر إلی عظمة فاطمة (ع) فی هذا الدعاء الذی ذکره المرحوم آیة الله العظمی المرجع الدینی الأعلی السید المرعشی النجفی والذی جاء فی وصیته: (اللّهمّ إنّی أسئلک بحقّ فاطمة وأبیها وبعلها وبنیها والسرّ المستودع فیها أن تصلّی علی محمّد وآل محمّد وأن تفعل بی ما أنت أهله ولا تفعل بی ما أنا أهله). حیث یقول السید المرجع إنّنی وجدت من هذا الدعاء فوائد کثیرة.
هذا ونختم حدیثنا عن المرأة حیث طال البحثث فی هذا التحقیق ولابدّ أن نقول انّ للبحث صلة أرجو من اللّه‏ أن یوفقنی لتکمیله مستقبلاً، وآخر دعوانا أن الحمدُ للّه‏ ربّ العالمین.

المصادر

1 ـ القرآن الکریم.
2 ـ تحف العقول، الحرانی، بصیرتی ـ قم، ط 5، 1394.
3 ـ دراسات فنّیة، محمود البستانی، الآستانة الرضویة، ط 1، 1408.
4 ـ درسهایی از تاریخ، عبدالکریم أقدمی، شرکت أفست تهران، 1360.
5 ـ زینب الکبری، جعفر النقدی، الرضی ـ قم، ط 2، 1362.
6 ـ العقد الفرید، ابن عبد ربه، دار الکتب العلمیة ـ بیروت، ط 3، 1407.
7 ـ عیون أخبار الرضا، الشیخ الصدوق، نشر صدوق ـ ایران، ط 1، 1372.
8 ـ فاطمة قدوة وأسوة، محمد تقی المدرسی، مؤسسة الوفاء ـ بیروت، ط 1، 1405.
9 ـ قصص الأنبیاء، عبدالصاحب العاملی، الأعلمی ـ بیروت، ط 1، 1391.
10 ـ کلمة الرسول الأعظم، السید حسن الشیرازی، دار صادر بیروت، ط 1، 1387.
11 ـ مجموعة مقالات، نویسندگان متعدد، انتشارات مقیات ـ طهران، ط 1، 1364.
12 ـ محاضرات الأدباء، الراغب الأصفهانی.
13 ـ المستظرف، الأبشیهی، دار الأمم ـ بیروت، الطبعة الأخیرة.
14 ـ المعجم المفهرس، محمد فؤاد عبدالباقی، دار الکتب المصریة، ط 1، 1364.
15 ـ المفردات،الراغب الأصفهانی، المکتبة المرتضویة ـ طهران، ط 1.
16 ـ المیزان، العلاّمة الطباطبائی، إسماعیلیان ـ طهران، ط 3، 1393.
17 ـ نهج البلاغة، صبحی الصالح، بیروت، ط 1، 1387.

الهوامش:

1. المیزان / ج 15 : 91.
1. دراسات فنّیة ، ص 91، محمود البستانی.
1. قصص الأنبیاء ، ص 138.
1. قصص الأنبیاء ، ص 314.
2. قال الراغب فی مفرداته (ص 18): الأسوة کالقدوة، والقدوة هی الحالة التی یکون الإنسان علیها فی اتباع غیره إن حسناً وإن قبیحاً، وإن سارّاً وإن ضارّاً، وبناءً علی هذا التعریف جئنا بهذا العنوان، ولابدّ أن نقول إنّ کلمة القدوة تشبه الإمام من حیث الاستعمال، فإنّ الإمام تستعمل للصالح والظالم کما یقول اللّه‏ عزّ وجلّ «ویوم ندعو کل اناس بامامهم » (الاسراء / 71) وکما قال أمیر البیان علی (ع): فإنه لا سواءَ إمامُ الهدی وإمام الردی (نهج البلاغة / 385) فإنک تری کلمة الإمام استعملت فی الحالتین.
1. وقد أشار إلی فلسفة الحجاب علی (ع) فی الحدیث الآتی ذکره.
1. عقد الفرید ، ج 7، ص 89 .
2. المستظرف ، ج 2، ص 248 .
3. المصدر السابق، ج 2، ص 248.
4. محاضرات الأدباء ، ج 3، ص 217.
1. وتوضیح ذلک لأنّ المرأة مرکز للعواطف البشریة، والعاطفة من أبرز سمات المرأة فمن الممکن أحیاناً أن تتغلب العواطف والأحاسیس علی عقلها وتذهب بها کلّ مذهب، فلهذا جاء التحذیر، واللّه‏ أعلم.
2. تحف العقول ، 35.
3. محاضرات الأدباء ، ج 3، ص 217.
1. تحف العقول ، ص 285.
2. المستظرف ، ج 2، ص 248.
3. المستظرف ، ج 2، ص 248.
4. الأحادیث (4 ـ 6) نهج البلاغة ، صبحی الصالح، ص 106 و373 و405.
1. عیون أخبار الرضا (ع) ، ج 27.
1. فاطمة أسوة ، نقلاً عن أنوار التنزیل فی تفسیر سورة التحریم .
2. درسهائی از تاریخ ، ص 244 .
3. فاطمة أسوة ، نقلاً عن أنوار التنزیل فی تفسیر سورة التحریم .
4. کلمة الرسول الأعظم ، ص 83 ، و مجموعة مقالات ، ص 219.
5. أیضاً، ص 81 .
1. فاطمة أسوة ، ص 71، 95، 68.
2. أیضاً، ص 71، 95، 68.
3. مجموعة مقالات ، ص 219.
4. زینب الکبری ، ص 6.
5. فاطمة أسوة ، ص 71 و 81 .
6. المصدر السابق، ص 71 و 81 .

مقالات مشابه

ناهمساني جنسيتي در متون اسلامي

نام نشریهبینات

نام نویسندهسیده‎فاطمه موسوی

المرأة المثالیة فی القرآن دراسة مقارنة مع الشعر الجاهلی

نام نشریهآفاق الحضارة الاسلامیة

نام نویسندهکبری روشنفکر, مجید محمدی بایزیدی

شخصیت پردازی زن در قرآن

نام نشریهحسنا

نام نویسندهعلی نبی‌اللهی

بررسی نبوت زنان در قرآن و عهدین

نام نشریهعلوم و معارف قرآن کریم

نام نویسندهعلی الشیخ, فاطمه عقیلی